بيان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتأييد الثورة التحريرية
عندما اندلعت الثورة الجزائرية المباركة (ثورة أول نوفمبر 1954) لم يتكلم أي حزب أو هيأة أو جمعية أو أي شخص ينتسب إلى أي منظمة جزائرية أبدا، بل الكل سكت وبقي يراقب الأحداث. ولم يعلن أي أحد في هذا الظرف تأييده للثورة. ما عدا جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. التي بادرت في الحين بتأييد الثورة ومساندتها ومطالبة الشعب الجزائري بنصرتها ودعمها والانضمام إليها.
أوّل من أيد الثورة باسم العلماء الورتيلاني
أن أول من بارك الثورة وأعلن تأييده لها باسم جمعية العلماء، هو مندوب جمعية العلماء في القاهرة الشيخ الفضيل الورتيلاني، وذلك يوم 3 من نوفمبر 1954. إذ أصدر بيانا في الجرائد المصرية وغيرها. بعنوان (إلى الثائرين الأبطال من أبناء الجزائر اليوم حياة أو موت بقاء أو فناء) حياكم الله أيها الثائرون الأبطال، وبارك في جهادكم وأمدكم بنصره وتوفيقه. وكتب ميتكم في الشهداء الأبرار، وحيكم في عباده الأحرار. لقد أثبتم بثورتكم المقدسة هذه عدة حقائق.
الأولى أنكم سفهتم دعوى فرنسا المفترية التي تزعم أن الجزائر راضية مطمئنة فاريمتوها أن الرضى بالاستعمار كفر، وأن الاطمئنان لحكمه ذل. وأن الثورة على ظلمها فرض.
الثانية أنكم شددتم عضد إخوانكم المجاهدين في تونس ومراكش. وقويتم آمالهم في النصر، وثبتم عزائمهم في النضال...
الثالثة أنكم وصلتم بثورتكم هذه حلقات الجهاد ضد المعتدين الظالمين. الذي كان طبيعة دائمة في الجزائر منذ كان. وكشفتم عن حقيقة الرائعة في أباء الضيم والموت في سبيل العزة, وجلوتم عن نفسيته الجبارة ما علق بها في السنين الأخيرة من صداء الفتور.
الرابعة أنكم بيضتم وجوها، وأقررتم عيونا، وسررتم نفوسا، مملوءة بحبكم معجبة بصفحاتكم القديمة في الجهاد رائية لحالتكم الحاضرة.
أيها المجاهدون الأحرار، إن فرنسا لم تترك لا دينا ولا دنيا إلى أن يقول : اعلموا أن الجهاد للخلاص من هذا الاستعباد. قد أصبح اليوم واجبا عاما مقدسا، فرضه عليكم دينكم, وفرضته قوميتكم. وفرضته رجولتكم. وفرضهُ ظلم الاستعمار الغاشم الذي شملكم, ثم فرضته أخيرا مصلحة بقائكم. لأنكم اليوم أمام أمرين، إما الحياة أو الموت. إما بقاء كريم أو فناء شريف(1).
عن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة
الفضيل الورتيلاني
1- الجزائر الثائرة : للشيخ الفضيل الورتيلاني ص : 170 – 171، طبع بيروت، سنة 1963
عندما اندلعت الثورة الجزائرية المباركة (ثورة أول نوفمبر 1954) لم يتكلم أي حزب أو هيأة أو جمعية أو أي شخص ينتسب إلى أي منظمة جزائرية أبدا، بل الكل سكت وبقي يراقب الأحداث. ولم يعلن أي أحد في هذا الظرف تأييده للثورة. ما عدا جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. التي بادرت في الحين بتأييد الثورة ومساندتها ومطالبة الشعب الجزائري بنصرتها ودعمها والانضمام إليها.
أوّل من أيد الثورة باسم العلماء الورتيلاني
أن أول من بارك الثورة وأعلن تأييده لها باسم جمعية العلماء، هو مندوب جمعية العلماء في القاهرة الشيخ الفضيل الورتيلاني، وذلك يوم 3 من نوفمبر 1954. إذ أصدر بيانا في الجرائد المصرية وغيرها. بعنوان (إلى الثائرين الأبطال من أبناء الجزائر اليوم حياة أو موت بقاء أو فناء) حياكم الله أيها الثائرون الأبطال، وبارك في جهادكم وأمدكم بنصره وتوفيقه. وكتب ميتكم في الشهداء الأبرار، وحيكم في عباده الأحرار. لقد أثبتم بثورتكم المقدسة هذه عدة حقائق.
الأولى أنكم سفهتم دعوى فرنسا المفترية التي تزعم أن الجزائر راضية مطمئنة فاريمتوها أن الرضى بالاستعمار كفر، وأن الاطمئنان لحكمه ذل. وأن الثورة على ظلمها فرض.
الثانية أنكم شددتم عضد إخوانكم المجاهدين في تونس ومراكش. وقويتم آمالهم في النصر، وثبتم عزائمهم في النضال...
الثالثة أنكم وصلتم بثورتكم هذه حلقات الجهاد ضد المعتدين الظالمين. الذي كان طبيعة دائمة في الجزائر منذ كان. وكشفتم عن حقيقة الرائعة في أباء الضيم والموت في سبيل العزة, وجلوتم عن نفسيته الجبارة ما علق بها في السنين الأخيرة من صداء الفتور.
الرابعة أنكم بيضتم وجوها، وأقررتم عيونا، وسررتم نفوسا، مملوءة بحبكم معجبة بصفحاتكم القديمة في الجهاد رائية لحالتكم الحاضرة.
أيها المجاهدون الأحرار، إن فرنسا لم تترك لا دينا ولا دنيا إلى أن يقول : اعلموا أن الجهاد للخلاص من هذا الاستعباد. قد أصبح اليوم واجبا عاما مقدسا، فرضه عليكم دينكم, وفرضته قوميتكم. وفرضته رجولتكم. وفرضهُ ظلم الاستعمار الغاشم الذي شملكم, ثم فرضته أخيرا مصلحة بقائكم. لأنكم اليوم أمام أمرين، إما الحياة أو الموت. إما بقاء كريم أو فناء شريف(1).
عن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة
الفضيل الورتيلاني
1- الجزائر الثائرة : للشيخ الفضيل الورتيلاني ص : 170 – 171، طبع بيروت، سنة 1963