التفسير الرقمي للقرآن ... ماله وما عليه
الأزهر ينكر الإعجاز العددي بسبب كثرة الأخطاء في هذا العلم، فما هو الحل؟ وهل نقبل التفسير الرقمي للقرآن أم نرفضه؟ لنقرأ ونترك الحكم للقراء....
لفت انتباهي قرار الأزهر مؤخراً أنه لن يقبل أي كتاب يستخدم التفسير الرقمي للقرآن لأن هذه الكتب تقدس أرقاماً محددة، وبما أن الإسلام لا يقدِّس الأرقام إذاً لا فائدة من مثل هذه الكتب، وبالتالي فإن التفسير الرقمي للقرآن مرفوض جملة وتفصيلاً...
أيها الأحبة! أود من خلال هذه المقالة أن أوضح لعلمائنا الأجلاء بعض الشبهات التي قد تخفى على كثير منهم، ويمكن أن أوجزها ضمن نقاط محددة:
1- هناك عدد من الكتب التي صدرت حديثاً يحاول أصحابها إعطاء تفسير رقمي لبعض الأحداث والقصص القرآني، مثل عمر الأنبياء وأماكن وجودهم ومدة دعوتهم، وكذلك مثل زوال دولة ما أو تاريخ حدث ما .... وكل هذا هو اجتهاد من الباحث، قد يصيب وغالباً ما يخطئ!
2- مشكلة هذه الكتب أنها لا تقوم على أساس علمي، ولذلك من السهل انتقادها، وبخاصة من قبل أعداء الإسلام الذين يبحثون عن أي ثغرة ينفذون من خلالها للتشكيك بهذا الدين الحنيف، ونحن كمسلمين ينبغي أن نحرص أشد الحرص على كتاب الله تعالى.
3- من أمثلة هذا النوع أن أحد الباحثين خرج بنتيجة وهي أن زوال أمريكا سيكون عام 2004 ولكن مضى أربعة أعوام بعد هذا العام ولم يتحقق شيء من ذلك؟ ثم إن الله تعالى هو الذي يعلم الغيب والشهادة، فلماذا نقحم في تفسيرنا أشياء تتعلق بعلم الغيب، وما فائدة هذا العمل؟
4- عندما يأتي شخص ويقول إن أصحاب الكهف لم يلبثوا في كهفهم 309 سنوات كما ذكر الله تعالى لأن الحسابات الرقمية بينت أنهم لبثوا 11 سنة!! فمن أين جاء بهذه "الحسابات" التي لا وجود لها إلا في مخيلته؟ وكيف يمكن له أن ينكر حقيقة قرآنية لأنها لم تتفق مع حساباته: هذا هو ما نحذر منه ونرفضه، ولكن لا نرفض أي بحث بحجة أنه لا فائدة منه. ينبغي علينا أن نخضع أي بحث للتدقيق والنظر.
5- ولكن السؤال: هل نرفض لغة الأرقام جملة وتفصيلاً، بحجة أنه لا فائدة منها، أو أن الصحابة الكرام والتابعين من بعدهم لم يعملوا بها؟ وهل يجوز لنا أن نقول إن الإعجاز العددي غير صحيح مطلقاً؟
وأقول يا أحبتي: إن القرآن بلا شك معجز في أعداد كلماته وحروفه وفي ترتيب آياته وسوره، كيف لا وهو الكتاب الذي قال الله عنه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. ولكن كثرة الأخطاء شوَّشت على العلماء فلم يعودوا يميزون بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، ولذلك فضَّلوا إغلاق هذا الباب، فهل انتهت المشكلة؟
بالطبع الباحثون في الإعجاز العددي مستمرون في أبحاثهم والأخطاء تتزايد، ومن الكتب التي رأيتها كتاباً في الإعجاز العددي أنفق صاحبه عشرين عاماً وطبعه في أكثر من ألف صفحة، وقد تأملت هذا الكتاب وربما لا تصدقون إذا قلت لكم لم أجد صفحة واحدة تستحق القراءة!!
ولا أدري لماذا نجد هذا الكم الهائل من الأبحاث العددية في مجال حساب الجمل، مع العلم أن هذا الحساب غير صحيح، هكذا أظنه! وحتى هذه اللحظة لا توجد أمثلة مقنعة في هذا الحساب فلماذا تجد الكثيرين يعملون على هذا الحساب، ماذا وجدوا فيه؟ لا أدري!
6- إن أهم صفة يجب أن يتميز بها الباحث في الإعجاز العددي أن يكون لديه حسّ رياضي يتعلق بالاحتمالات ليميز بين المعجزة والمصادفة العددية. وأن يتبع منهجاً علمياً ثابتاً، وأن يعتمد على ضوابط محددة علمية وشرعية، وهذا للأسف غير متوفر عند كثير من الباحثين في هذا المجال.
7- هناك أمثلة كثيرة في القرآن لا يمكن تفسيرها بالمصادفة، فقد ضرب الله تعالى لنا مثلاً فقال: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) [آل عمران: 59]. فعندما نجد أن اسم (عِيسَى) قد تكرر في القرآن 25 مرة، واسم (آَدَمَ) تكرر مثله أي 25 مرة، فهل نفسر هذا التطابق بأنه مصادفة؟
وعندما نرى بأن الله تعالى جعل عدد السموات سبعاً وذكرها في القرآن سبع مرات، فهل نفسر هذا التطابق على أنه مجرد مصادفة أم أن الله أحكم كتابه ليكون كتاباً كاملاً؟! وعندما نتأمل كلمات القرآن لنجد أن أكثر كلمة تكررت في القرآن هي كلمة (الله)!! فماذا يعني أن نجد الكلمة الأكثر تكراراً في كتاب هي اسم صاحب هذا الكتاب، فهل نقول إن هذه مصادفة؟؟
8- إن التفسير المنطقي والمقبول هو أنه يوجد إحكام عددي في القرآن، وهذا لا يجوز بحال من الأحوال إنكاره، لأنه يمثل حقيقة مطلقة نراها رؤية يقينية. ولذلك لا يجدر بنا أن ننكر علم الأرقام برمته بل أن نميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.
الأزهر ينكر الإعجاز العددي بسبب كثرة الأخطاء في هذا العلم، فما هو الحل؟ وهل نقبل التفسير الرقمي للقرآن أم نرفضه؟ لنقرأ ونترك الحكم للقراء....
لفت انتباهي قرار الأزهر مؤخراً أنه لن يقبل أي كتاب يستخدم التفسير الرقمي للقرآن لأن هذه الكتب تقدس أرقاماً محددة، وبما أن الإسلام لا يقدِّس الأرقام إذاً لا فائدة من مثل هذه الكتب، وبالتالي فإن التفسير الرقمي للقرآن مرفوض جملة وتفصيلاً...
أيها الأحبة! أود من خلال هذه المقالة أن أوضح لعلمائنا الأجلاء بعض الشبهات التي قد تخفى على كثير منهم، ويمكن أن أوجزها ضمن نقاط محددة:
1- هناك عدد من الكتب التي صدرت حديثاً يحاول أصحابها إعطاء تفسير رقمي لبعض الأحداث والقصص القرآني، مثل عمر الأنبياء وأماكن وجودهم ومدة دعوتهم، وكذلك مثل زوال دولة ما أو تاريخ حدث ما .... وكل هذا هو اجتهاد من الباحث، قد يصيب وغالباً ما يخطئ!
2- مشكلة هذه الكتب أنها لا تقوم على أساس علمي، ولذلك من السهل انتقادها، وبخاصة من قبل أعداء الإسلام الذين يبحثون عن أي ثغرة ينفذون من خلالها للتشكيك بهذا الدين الحنيف، ونحن كمسلمين ينبغي أن نحرص أشد الحرص على كتاب الله تعالى.
3- من أمثلة هذا النوع أن أحد الباحثين خرج بنتيجة وهي أن زوال أمريكا سيكون عام 2004 ولكن مضى أربعة أعوام بعد هذا العام ولم يتحقق شيء من ذلك؟ ثم إن الله تعالى هو الذي يعلم الغيب والشهادة، فلماذا نقحم في تفسيرنا أشياء تتعلق بعلم الغيب، وما فائدة هذا العمل؟
4- عندما يأتي شخص ويقول إن أصحاب الكهف لم يلبثوا في كهفهم 309 سنوات كما ذكر الله تعالى لأن الحسابات الرقمية بينت أنهم لبثوا 11 سنة!! فمن أين جاء بهذه "الحسابات" التي لا وجود لها إلا في مخيلته؟ وكيف يمكن له أن ينكر حقيقة قرآنية لأنها لم تتفق مع حساباته: هذا هو ما نحذر منه ونرفضه، ولكن لا نرفض أي بحث بحجة أنه لا فائدة منه. ينبغي علينا أن نخضع أي بحث للتدقيق والنظر.
5- ولكن السؤال: هل نرفض لغة الأرقام جملة وتفصيلاً، بحجة أنه لا فائدة منها، أو أن الصحابة الكرام والتابعين من بعدهم لم يعملوا بها؟ وهل يجوز لنا أن نقول إن الإعجاز العددي غير صحيح مطلقاً؟
وأقول يا أحبتي: إن القرآن بلا شك معجز في أعداد كلماته وحروفه وفي ترتيب آياته وسوره، كيف لا وهو الكتاب الذي قال الله عنه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. ولكن كثرة الأخطاء شوَّشت على العلماء فلم يعودوا يميزون بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، ولذلك فضَّلوا إغلاق هذا الباب، فهل انتهت المشكلة؟
بالطبع الباحثون في الإعجاز العددي مستمرون في أبحاثهم والأخطاء تتزايد، ومن الكتب التي رأيتها كتاباً في الإعجاز العددي أنفق صاحبه عشرين عاماً وطبعه في أكثر من ألف صفحة، وقد تأملت هذا الكتاب وربما لا تصدقون إذا قلت لكم لم أجد صفحة واحدة تستحق القراءة!!
ولا أدري لماذا نجد هذا الكم الهائل من الأبحاث العددية في مجال حساب الجمل، مع العلم أن هذا الحساب غير صحيح، هكذا أظنه! وحتى هذه اللحظة لا توجد أمثلة مقنعة في هذا الحساب فلماذا تجد الكثيرين يعملون على هذا الحساب، ماذا وجدوا فيه؟ لا أدري!
6- إن أهم صفة يجب أن يتميز بها الباحث في الإعجاز العددي أن يكون لديه حسّ رياضي يتعلق بالاحتمالات ليميز بين المعجزة والمصادفة العددية. وأن يتبع منهجاً علمياً ثابتاً، وأن يعتمد على ضوابط محددة علمية وشرعية، وهذا للأسف غير متوفر عند كثير من الباحثين في هذا المجال.
7- هناك أمثلة كثيرة في القرآن لا يمكن تفسيرها بالمصادفة، فقد ضرب الله تعالى لنا مثلاً فقال: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) [آل عمران: 59]. فعندما نجد أن اسم (عِيسَى) قد تكرر في القرآن 25 مرة، واسم (آَدَمَ) تكرر مثله أي 25 مرة، فهل نفسر هذا التطابق بأنه مصادفة؟
وعندما نرى بأن الله تعالى جعل عدد السموات سبعاً وذكرها في القرآن سبع مرات، فهل نفسر هذا التطابق على أنه مجرد مصادفة أم أن الله أحكم كتابه ليكون كتاباً كاملاً؟! وعندما نتأمل كلمات القرآن لنجد أن أكثر كلمة تكررت في القرآن هي كلمة (الله)!! فماذا يعني أن نجد الكلمة الأكثر تكراراً في كتاب هي اسم صاحب هذا الكتاب، فهل نقول إن هذه مصادفة؟؟
8- إن التفسير المنطقي والمقبول هو أنه يوجد إحكام عددي في القرآن، وهذا لا يجوز بحال من الأحوال إنكاره، لأنه يمثل حقيقة مطلقة نراها رؤية يقينية. ولذلك لا يجدر بنا أن ننكر علم الأرقام برمته بل أن نميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.