اختراع جديد يحاول كشف سر البكاء عند الأطفال
ربما يتمكن جهاز صغير من حل غموض سبب بكاء الأطفال، وتمكين الآباء من معرفة ما إذا كان طفلهم جائعاً أو يرغب في النوم أو متعباً. ويترجم الجهاز وهي في حجم الآلة الحاسبة، بكاء الطفل حتى يعرف والداه ما ألم به. وتراقب إحدى الرقائق في الجهاز مستوى وكيفية ومدة البكاء لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من الضيق أو التعب أو الجوع أو قلة النوم أو عدم الراحة. وخلال ثوان يضيء وجه عليه تعبير يماثل ما يشعر به الطفل حتى يعرف الآباء سبب بكاء طفلهم.
وابتكر الجهاز الجديد "لماذا البكاء" والذي يعمل بالبطاريات، مهندس إلكترونيات إسباني يدعى بدرو موناجاس. وكان موناجاس يحاول معرفة سبب بكاء طفله ألكس. وقضى موناجاس ثلاث سنوات في زيارة حضانات أطفال لتحليل طرق بكاء نحو 100 طفل.
هذا الوجه يظهر أن الطفل يبكي لحاجته للنوم، وبالتالي فإن هذا الطفل يريد أن ينام ولكن يعبر عن ذلك بالبكاء، وكأن للطفل لغة خاصة به، ولكن حروفها هي الصرخات!! أليس هذا من عجائب الخلق؟ من الذي علَّم هذا الطفل أن يصرخ بهذه الطريقة المحددة التي يشترك فيها أطفال العالم، إنه الله القائل: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 75].
ويقول هذا الباحث: كان طفلي ألكس دائم البكاء وليلة بعد ليلة من عدم تمكني من النوم جيداً، قررت التوصل لطريقة لمعرفة ما يحاول أن يقوله لي، ولذلك قمت باختراع هذا الجهاز الذي يعتقد أن نسبة دقته تصل لـ 98 في المئة، قد يكون نعمة للآباء. سيساعدهم فعلا في فهم سبب بكاء الأطفال والقيام برد فعل يناسبه.
إلا أن الدكتور هارفي ماركوفيتش طبيب الأطفال ورئيس تحرير صحيفة أرشيف أمراض الطفولة يقول: إن الجهاز الجديد لن يقدم معلومات جديدة لا تعرفها بالفعل الأمهات المتمرسات صاحبات الخبرة. إن أي أمّ وبخاصة إذا كان لديها خبرة، يمكنها أن تخبرك أنها قادرة على التفرقة بين البكاء بسبب الجوع أو الألم أو التعب بدقة معقولة. ولكن ما الذي يمكن أن يقدمه جهاز لا يستطيع الآباء تقديمه. إن الجهاز لن يمكنه التفرقة بين البكاء بسبب المغص والبكاء دون سبب واضح والذي يربك الآباء.
والآن لنتوقف مع الحبيب...
لقد أوصى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بالأم ثلاث مرات وبالأب مرة، وربما نجد في ذلك إشارة إلى أن الجهد الذي تبذله الأم في تربية الأطفال واستجابة دماغها لهم وعطفها عليهم، أكبر من الأب، ولذلك عندما جاءه ذلك الأعرابي وقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي، قال (أمك... ثم أمك... ثم أمك... ثم أبوك). من الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقائق، ولو كان رسول الله يريد الشهرة أو المال أو الجاه، لمال باتجاه الرجال وليس النساء، لأن الزمن الذي بُعث فيه كانت المرأة مضطهدة وليس لها أي حق، فأعطاها أهم حق وهو حسن الصحبة، وهذا هو الإسلام، ويكرم المرأة بعكس الغرب الذي جعل من المرأة وسيلة لكسب المال والدعاية والإعلانات والأزياء والفن والاستمتاع .. هذه هي المرأة بالنسبة لهم، ولكن بالنسبة لنا المرأة هي الأم التي كرَّمها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنه رسول من عند الله.
لقد أوصى النبي ببرّ الوالدين، بل جعل عقوق الوالدين من أكبر الكبائر! فقال لذلك الأعرابي عندما سأله عن الكبائر فقال: (الإشراك بالله ثم عقوق الوالدين...)، انظروا إلى هذا النبي الكريم كيف يضع عقوق الأبوين بعد الشرك بالله مباشرة، وذلك ليدلنا على اهتمام الإسلام بالأبوين، وعندما سئل عن أحب الأعمال إلى الله قال: (الصلاة على وقتها... وبر الوالدين...)، وقد جاءت الاكتشافات الحديثة لتؤكد ذلك، حيث أن مراكز الرحمة والعطف موجودة لدى الأبوين، وغير موجودة لدى الأبناء، ولذلك أوصى الله ببر الوالدين والدعاء لهما.
وتأملوا معي هذا النص الرائع: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24].
هذا النص تضمّّن سبعة حقائق (والرقم سبعة له مدلول عظيم في القرآن)، واحدة لله وستة للوالدين!!! لنجزّئ هذا النص كما يلي:
1- (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ): أمر بعبادة الله تعالى.
2- (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا): أمر بالإحسان للوالدين.
3- (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ): نهي عن إيذاء الأبوين حتى بكلمة (أفّ).
4- (وَلَا تَنْهَرْهُمَا): نهي عن نهر الأبوين والإساءة لهما بالكلام والفعل.
5- (وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا): أمر بأن نقول لهما قولاً حسناً وكريماً.
6- (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ): أمر بأن نبرَّ بالوالدين لدرجة التذلل أمامهما!
7- (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا): أمر بالدعاء للأبوين.
وانظروا إلى العبارة الأخيرة: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وكيف تركز على مرحلة الطفولة، حيث يعاني الأبوين كثيراً من أجل سعادة الأطفال، وهذا ما تثبته الأبحاث العلمية يوماً بعد يوم! بالله عليكم: هل يمكن لبشر يصفونه بالإرهاب والتخلف والجهل والتشدد... أن ينطق بمثل هذه العبارات؟؟!
ولنتساءل الآن: ما هي الأشياء التي دفعت النبي للاهتمام بهذه القضية لو لم يكن رسولاً من عند الله؟! وما هي حاجته للخوض في مثل هذه القضايا الاجتماعية الحساسة، في زمن كان القوي يأكل فيه الضعيف، وكان النبي مشغولاً بقضايا أهم من هذه القضية مثل نشر الدعوة وإقناع المشركين بصدق دعوته، ووجود هذه النصوص في القرآن يدل على أنه نبي مرسل من عند الله تعالى.
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
ربما يتمكن جهاز صغير من حل غموض سبب بكاء الأطفال، وتمكين الآباء من معرفة ما إذا كان طفلهم جائعاً أو يرغب في النوم أو متعباً. ويترجم الجهاز وهي في حجم الآلة الحاسبة، بكاء الطفل حتى يعرف والداه ما ألم به. وتراقب إحدى الرقائق في الجهاز مستوى وكيفية ومدة البكاء لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من الضيق أو التعب أو الجوع أو قلة النوم أو عدم الراحة. وخلال ثوان يضيء وجه عليه تعبير يماثل ما يشعر به الطفل حتى يعرف الآباء سبب بكاء طفلهم.
وابتكر الجهاز الجديد "لماذا البكاء" والذي يعمل بالبطاريات، مهندس إلكترونيات إسباني يدعى بدرو موناجاس. وكان موناجاس يحاول معرفة سبب بكاء طفله ألكس. وقضى موناجاس ثلاث سنوات في زيارة حضانات أطفال لتحليل طرق بكاء نحو 100 طفل.
هذا الوجه يظهر أن الطفل يبكي لحاجته للنوم، وبالتالي فإن هذا الطفل يريد أن ينام ولكن يعبر عن ذلك بالبكاء، وكأن للطفل لغة خاصة به، ولكن حروفها هي الصرخات!! أليس هذا من عجائب الخلق؟ من الذي علَّم هذا الطفل أن يصرخ بهذه الطريقة المحددة التي يشترك فيها أطفال العالم، إنه الله القائل: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 75].
ويقول هذا الباحث: كان طفلي ألكس دائم البكاء وليلة بعد ليلة من عدم تمكني من النوم جيداً، قررت التوصل لطريقة لمعرفة ما يحاول أن يقوله لي، ولذلك قمت باختراع هذا الجهاز الذي يعتقد أن نسبة دقته تصل لـ 98 في المئة، قد يكون نعمة للآباء. سيساعدهم فعلا في فهم سبب بكاء الأطفال والقيام برد فعل يناسبه.
إلا أن الدكتور هارفي ماركوفيتش طبيب الأطفال ورئيس تحرير صحيفة أرشيف أمراض الطفولة يقول: إن الجهاز الجديد لن يقدم معلومات جديدة لا تعرفها بالفعل الأمهات المتمرسات صاحبات الخبرة. إن أي أمّ وبخاصة إذا كان لديها خبرة، يمكنها أن تخبرك أنها قادرة على التفرقة بين البكاء بسبب الجوع أو الألم أو التعب بدقة معقولة. ولكن ما الذي يمكن أن يقدمه جهاز لا يستطيع الآباء تقديمه. إن الجهاز لن يمكنه التفرقة بين البكاء بسبب المغص والبكاء دون سبب واضح والذي يربك الآباء.
والآن لنتوقف مع الحبيب...
لقد أوصى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بالأم ثلاث مرات وبالأب مرة، وربما نجد في ذلك إشارة إلى أن الجهد الذي تبذله الأم في تربية الأطفال واستجابة دماغها لهم وعطفها عليهم، أكبر من الأب، ولذلك عندما جاءه ذلك الأعرابي وقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي، قال (أمك... ثم أمك... ثم أمك... ثم أبوك). من الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقائق، ولو كان رسول الله يريد الشهرة أو المال أو الجاه، لمال باتجاه الرجال وليس النساء، لأن الزمن الذي بُعث فيه كانت المرأة مضطهدة وليس لها أي حق، فأعطاها أهم حق وهو حسن الصحبة، وهذا هو الإسلام، ويكرم المرأة بعكس الغرب الذي جعل من المرأة وسيلة لكسب المال والدعاية والإعلانات والأزياء والفن والاستمتاع .. هذه هي المرأة بالنسبة لهم، ولكن بالنسبة لنا المرأة هي الأم التي كرَّمها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنه رسول من عند الله.
لقد أوصى النبي ببرّ الوالدين، بل جعل عقوق الوالدين من أكبر الكبائر! فقال لذلك الأعرابي عندما سأله عن الكبائر فقال: (الإشراك بالله ثم عقوق الوالدين...)، انظروا إلى هذا النبي الكريم كيف يضع عقوق الأبوين بعد الشرك بالله مباشرة، وذلك ليدلنا على اهتمام الإسلام بالأبوين، وعندما سئل عن أحب الأعمال إلى الله قال: (الصلاة على وقتها... وبر الوالدين...)، وقد جاءت الاكتشافات الحديثة لتؤكد ذلك، حيث أن مراكز الرحمة والعطف موجودة لدى الأبوين، وغير موجودة لدى الأبناء، ولذلك أوصى الله ببر الوالدين والدعاء لهما.
وتأملوا معي هذا النص الرائع: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23-24].
هذا النص تضمّّن سبعة حقائق (والرقم سبعة له مدلول عظيم في القرآن)، واحدة لله وستة للوالدين!!! لنجزّئ هذا النص كما يلي:
1- (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ): أمر بعبادة الله تعالى.
2- (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا): أمر بالإحسان للوالدين.
3- (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ): نهي عن إيذاء الأبوين حتى بكلمة (أفّ).
4- (وَلَا تَنْهَرْهُمَا): نهي عن نهر الأبوين والإساءة لهما بالكلام والفعل.
5- (وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا): أمر بأن نقول لهما قولاً حسناً وكريماً.
6- (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ): أمر بأن نبرَّ بالوالدين لدرجة التذلل أمامهما!
7- (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا): أمر بالدعاء للأبوين.
وانظروا إلى العبارة الأخيرة: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، وكيف تركز على مرحلة الطفولة، حيث يعاني الأبوين كثيراً من أجل سعادة الأطفال، وهذا ما تثبته الأبحاث العلمية يوماً بعد يوم! بالله عليكم: هل يمكن لبشر يصفونه بالإرهاب والتخلف والجهل والتشدد... أن ينطق بمثل هذه العبارات؟؟!
ولنتساءل الآن: ما هي الأشياء التي دفعت النبي للاهتمام بهذه القضية لو لم يكن رسولاً من عند الله؟! وما هي حاجته للخوض في مثل هذه القضايا الاجتماعية الحساسة، في زمن كان القوي يأكل فيه الضعيف، وكان النبي مشغولاً بقضايا أهم من هذه القضية مثل نشر الدعوة وإقناع المشركين بصدق دعوته، ووجود هذه النصوص في القرآن يدل على أنه نبي مرسل من عند الله تعالى.
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com