دور الغدتين الكظريتين (غدتي فوق الكلية):
تتكون كل غدة من قشرة ونخاع وقد سبق الإشارة إلى بعض الهرمونات التي تفرزها وسيأتي ذكر أهم التداعيات التي تحدثها تلك الهرمونات فيما بعد، ولكن الذي نريد ذكره هنا هو أن هاتين الغدتين رغم صغر حجمهما إلا انهما من أهم الأعضاء التي تتداعى وتتفاعل لإصابة عضو ما من أعضاء الجسم بل إن هرمونات القشرة الكظرية وبالذات هرمون الكرتيزول ومشتقاته لابد من وجودها للحياة وللتداعيات اللازمة لمواجهة المرض والإصابة.
دور الكليتين في حال المرض:
رسم يوضح شكل ومكان الكلى البشرية في جسم الإنسان
أ- تقوم الكليتان بالاحتفاظ بالماء والصوديوم من أن يفقدا وذلك بإعادة امتصاصهما لأقصى قدر ممكن وهذا تحت تأثير هرمونين أساسيين هما مضاد الإدرارAnti Diuretic Hormonي (ADH) للاحتفاظ بالماء؛ وهرمون الألدوستيرون للاحتفاظ بالصوديوم وإخراج البوتاسيوم وهذا مهم لمواجهة تعويض ما قد فقده الجسم من سوائل ومواجهة ما قد يتبع ذلك من ظروف غير ملائمة لتعويض السوائل والأملاح بالتناول من طريق خارجي.
ب- تساهم الكليتان في إنتاج هرمون الألدوستيرون بإفراز هرمون الرنين Renin H. (الذي يحول هرمونا أخر هو الأنجيوتنسينوجين إلى انجيوتنسين"1" ثم انجيوتنسين"2" (الذي يعد من أدوم منشطات قشرة الكظرية لإفراز الألدوستيرون) كذلك يقوم الانجيوتنسين"2" بتنبيه مراكز الإحساس بالعطش و مراكز إفراز مضاد الإدرار إلى جانب مساهمته في انقباض الأوعية الدموية لرفع ضغط الدم وكل هذا يتحقق عن طريق تبدؤه الكليتان ويختلف عن المسارات السابق ذكرها.
ج- تقوم الكليتان بإخراج البوتاسيوم الزائد والمتصاعد من خلايا الجسم أثناء عملية الاستقلاب الهدمية cataboli & hypercatabolic states بالمبادلة مع الصوديوم المرتشح في القنوات الطرفية ولو تعطلت هذه الوظيفة المهمة كما قد يحدث في حالة الفشل الكلوي، لحدثت الوفاة بسبب ارتفاع نسبة البوتاسيوم بالدم إلى درجة تسبب توقف القلب.
وهكذا نرى أن للكليتين دورا أساسيا في توازن الوسط المائي والاحتفاظ بالماء والملح (الصوديوم) والصوديوم أهم لأنه هو الذي يمسك بالماء في السائل البين خلوي؛ extra-cellular interstitial & plasma fluid ذلك السائل المهم الذي يتخلل خلايا الجسم ويشكل وسطا تبادليا مهما بين سائر الأعضاء بحيث يؤدي انكماشه أو تغير تركيبه إلى فقدان الحياة.
الدور الذي يؤديه الدم والقلب والجهاز الدوري:
غني عن القول إن الدم هو الوسط المهم الذي ينقل الأكسيجين والغذاء إلى العضو المصاب والى سائر الأعضاء النشيطة في خدمة العضو المصاب، وهو الذي ينقل الرسائل الهرمونية بين أعضاء الجسم وغدده التي تكون في حالة نشاط، وهو الذي ينقل مواد التجلط المختلفة إلى العضو المصاب لإيقاف النزيف كما أنة ينقل المواد المضادة للتجلط لمنع الإفراط في التجلط،وهو الذي ينقل الأجسام المضادة وخلايا الجهاز المناعي إلى حيث يجب مواجهة أي جسم غريب أو ميكروب ضار يغزو الجسم.
ولكي يتم ذلك بصورة أسرع يتم تنشيط عضلة القلب عصبيا وهرمونيا ليتسارع نبضه ويقوى ضخه فيتضاعف معدل الضخ القلبي cardiac output أثناء المرض أو الإصابة كما يتم انقباض أوعية الجهاز الدوري من شرايين وأوردة طرفية وشرايين وأورد طرفية لرفع الدم الهابط ولسحب الدم من الأعضاء الطرفية والخاملة نسبيا لتوجيهه إلى الأعضاء الأكثر نشاطا ولتعويض ما يفقد تعويضا سريعا إلى حين التعويض بإعادة توزيع السوائل ثم بتكوين سوائل وخلايا دموية جديدة بدلا من التي فقدت.
ونذكر هنا أن أهم مواجهات هذه التداعيات هي هرمونات الكورتيزول،والأدرينالين، والانجيوتنسين، والألدوستيرون ونشاط الجهاز العصبي التعاطفي(Guyton A. Textboock of Medical physiology 6th. Edition – Philadelphia, WB Saunders 1984.).
رسم يوضح شكل ومكان الجهاز العصبي في جسم الإنسان
تفاعلات الاستقلاب(مجلس وزراء الصحة العرب- منظمة الصحة العالمية – اتحاد الأطباء العرب – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – المعجم الطبي الموحد – إنجليزي – عربي – فرنسي، طبعة 1983 م) التي تحدث عند المرض أو الإصابة بالجروح Metabolic Responses
تحدث هذه التفاعلات بصورة متسارعة ونشطة وتكون مجندة في الأساس لمواجهة المرض الذي أصاب عضوا ما، وينظم ذلك التنبيهات العصبية والهرمونية التي سبق وصفها neuro-endocrinal stimuli وسنرى أنها تشمل جميع الأعضاء بل جميع خلايا الجسم السليمة تقريبا؛فإنه نظرا لاحتياج الجسم لكميات كبيرة من الطاقة في حال المرض أو الجراحة فإن تفاعلات الاستقلاب توجه لتوفير تلك الكميات اللازمة للانتفاع بها فيما يلي:
1- المحافظة على سلامة الخلايا المحيطة بمنطقة الإصابة والخلايا التي أصيبت إصابة جزئية أدت إلى انتفاخها بالماء لخلل عارض في نفاذية غشائها داخل الصوديوم والماء إليها هذه الخلايا تحتاج لطاقة كبيرة لإصلاح ذلك الخلل ولطرح الصوديوم ومعه الماء الزائد إلى خارج الخلية مع الإبقاء على البوتاسيوم داخلها وهو ما يعرف بعملية المضخة المحلية sodium pump وهي عملية نشطة تحتاج إلى كميات من الطاقة الكيميائية المخزونة في جزئيات مثل أدينوسين الفوسفات الثلاثيATPب.(2)
2- توفير الطاقة اللازمة لإتمام تفاعلات الهدم والبناء والالتئام التي تشتمل على تكوين بروتينيات جديدة وهذه لا تتم إلا بكميات كبيرة من الطاقة..
3- نشاط الجهاز المناعي لمقاومة الميكروبات التي قامت بغزو العضو المصاب أو الجسم، وهذا يقتضي اندفاع الخلايا البلعمية وازدياد نشاطها للقيام بابتلاع الميكروبات والأجسام الدقيقة phagocytosis ثم القيام بتصنيع الأجسام المضادة.
4- توفير الطاقة اللازمة للنشاط الزائد الذي يحدث في مختلف أعضاء الجسم التي تكون في حالة مواجهة للمرض مثل عضلة القلب ونشاط الكليتين وازدياد نشاط الكبد..الخ وهكذا تتضاعف أنشطة الجسم وعملياته الحيوية وهذا يتطلب إمداده بطاقة اكبر. ولتوفير هذه الطاقة يتضافر فعل الهرمونات المختلفة التي تم إفرازها ومن أهم تلك الهرمونات:
- الكورتيزول-الأدرينالين-والنورأدرينالين-الجلوكاجون-هرمون النمو.
- الكورتيزول: كما سبق التنويه على أهمية هذا الهرمون فإن لهذا الهرمون تأثيرات عظيمة على جميع المحاور، فعلى محور الجهاز الدوري يدعم فعل الأدرينالين على القلب والأوعية الدموية واستجابات الشعيرات الدموية كما يدعم ثبات الأغشية الخلوية وفعل الكليتين في تنظيم وإدرار الماء والأملاح. كما يكيف تفاعل الجهاز المناعي بما يمنع الإفراط في التفاعلات المناعية. وفي الرئتين يدعم فعل الأدرينالين الباسط للشعبيات الهوائية.
أما في مجال تفاعلات الاستقلاب (أو الأيض Metabolism) فللكورتيزول فعل هدمي بنائي مهم، ففي الأنسجة الضامة والعضلات والدهون يوجه هدم البروتينات والجلوكوز والدهون لتوفير أحماض أمينية ودهنية وجلوكوز تذهب كلها إلى الكبد وفي الكبد يكون للكورتيزول فعل بنائي يوجه خلايا الكبد لإنتاج الجلوكوز من مختلف مصادره وخاصة حمض اللبنيك lactic acid والألانين الذي يتحول في الكبد إلى جلوكوز وكذا لإنتاج الأجسام الكيتونية من الأحماض الدهنية والجليسرين، كما انه يضاد فعل الأنسولين على خلايا الجسم الخاملة ليمنع اختزانها للدهون والأحماض الأمينية والجلوكوز.
- الأدرينالين والجلوكاجون: يقومان بهدم الجليكوجين المخزون في الكبد إلى جلوكوز والجليكوجين المخزون في العضل إلى حمض لبنيك glycogenolysis كما يسبب كل هرمون تكسير الدهون إلى أحماض دهنية وجليسرين lipolysis.
وهكذا تتضافر الهرمونات السابق ذكرها لإحداث عملية هدم واسعة تشمل مخزون الكربوهيدرات والدهون والبروتينيات لتوفير كميات كبيرة من الجلوكوز، والأحماض الدهنية،والجليسرين والأحماض الأمينية.أما الجلوكوز فانه يهدم بعملية (الجليكوليزيس) ثم في دائرة الأكسدة الفوسفورية (دائرة كر يبس) ومنها إلى الأكسدة البيولوجية لإنتاج جزيئات الطاقة العالية كيميائيا ومعظمها الأدنيوسين الثلاثي الفوسفات ATP.
أما الأحماض الدهنية والأمينية فإنها أيضا تكسر إلى أن تدخل في دائرة كر يبس لإنتاج جزئيات الأدينوسين الثلاثي فوسفات أو يتم تحويلها في الكبد إلى الجلوكوز عملية (الجلوكزنيوجنيزيس gluconeogenesis) الذي يصب في الدم إلى حيث ينتفع به في توفير الطاقة الكيماوية كما سبق توضيحه.وأيضا يتم الانتفاع بالأحماض الأمينية في بناء بروتينيات جديدة للجهاز المناعي من أجسام مضادة وخلايا دفاعية ولتصنيع جزئيات النسيج الضام اللازم لعملية الالتئام.
-هرمون النمو (GH)ب Growth hormon:
تفرزه الغدة النخامية من الفص الأمامي بتأثير هرمون: منشط هرمون النمو الذي تفرزه تحت المهاد استجابة للتوتر والمرض ولهذا الهرمون مفعول مهم في تنشيط العديد من"عوامل النمو" Growthfactors وأهمها مادة " السوماتومدين" Somatomedin في الكبد وأنسجة العضو المصاب، تلك العوامل البناءة تنشط تكون الأنسجة الضامة ونموها كما أنها تنشط إفراز هرمون "الاريثروبويتن" Erythropoitin Hormon الذي ينشط نخاع العظام لإنتاج كريات دم حمراء جديدة.
وهكذا يؤدي هرمون النمو دورا مهما لتشجيع البناء والالتئام واستعادة ما فقده العضو المصاب أولا ثم ما فقده سائر الجسد بعد ذلك.
وبذلك يتضح لنا تداعي الجسم البشري لمواجهة المرض أو الجرح الحادث لعضو من أعضائه، ولقد استخدمنا كلمة تداعي وتداعيات لأننا لم نجد لفظا في اللغة العربية اكثر تعبيرا لما يحدث في الجسم من ذلك اللفظ ولو أردنا الاستعاضة عنه لاحتجنا إلى أفعال عديدة لوصف ما يحدث.
تتكون كل غدة من قشرة ونخاع وقد سبق الإشارة إلى بعض الهرمونات التي تفرزها وسيأتي ذكر أهم التداعيات التي تحدثها تلك الهرمونات فيما بعد، ولكن الذي نريد ذكره هنا هو أن هاتين الغدتين رغم صغر حجمهما إلا انهما من أهم الأعضاء التي تتداعى وتتفاعل لإصابة عضو ما من أعضاء الجسم بل إن هرمونات القشرة الكظرية وبالذات هرمون الكرتيزول ومشتقاته لابد من وجودها للحياة وللتداعيات اللازمة لمواجهة المرض والإصابة.
دور الكليتين في حال المرض:
رسم يوضح شكل ومكان الكلى البشرية في جسم الإنسان
أ- تقوم الكليتان بالاحتفاظ بالماء والصوديوم من أن يفقدا وذلك بإعادة امتصاصهما لأقصى قدر ممكن وهذا تحت تأثير هرمونين أساسيين هما مضاد الإدرارAnti Diuretic Hormonي (ADH) للاحتفاظ بالماء؛ وهرمون الألدوستيرون للاحتفاظ بالصوديوم وإخراج البوتاسيوم وهذا مهم لمواجهة تعويض ما قد فقده الجسم من سوائل ومواجهة ما قد يتبع ذلك من ظروف غير ملائمة لتعويض السوائل والأملاح بالتناول من طريق خارجي.
ب- تساهم الكليتان في إنتاج هرمون الألدوستيرون بإفراز هرمون الرنين Renin H. (الذي يحول هرمونا أخر هو الأنجيوتنسينوجين إلى انجيوتنسين"1" ثم انجيوتنسين"2" (الذي يعد من أدوم منشطات قشرة الكظرية لإفراز الألدوستيرون) كذلك يقوم الانجيوتنسين"2" بتنبيه مراكز الإحساس بالعطش و مراكز إفراز مضاد الإدرار إلى جانب مساهمته في انقباض الأوعية الدموية لرفع ضغط الدم وكل هذا يتحقق عن طريق تبدؤه الكليتان ويختلف عن المسارات السابق ذكرها.
ج- تقوم الكليتان بإخراج البوتاسيوم الزائد والمتصاعد من خلايا الجسم أثناء عملية الاستقلاب الهدمية cataboli & hypercatabolic states بالمبادلة مع الصوديوم المرتشح في القنوات الطرفية ولو تعطلت هذه الوظيفة المهمة كما قد يحدث في حالة الفشل الكلوي، لحدثت الوفاة بسبب ارتفاع نسبة البوتاسيوم بالدم إلى درجة تسبب توقف القلب.
وهكذا نرى أن للكليتين دورا أساسيا في توازن الوسط المائي والاحتفاظ بالماء والملح (الصوديوم) والصوديوم أهم لأنه هو الذي يمسك بالماء في السائل البين خلوي؛ extra-cellular interstitial & plasma fluid ذلك السائل المهم الذي يتخلل خلايا الجسم ويشكل وسطا تبادليا مهما بين سائر الأعضاء بحيث يؤدي انكماشه أو تغير تركيبه إلى فقدان الحياة.
الدور الذي يؤديه الدم والقلب والجهاز الدوري:
غني عن القول إن الدم هو الوسط المهم الذي ينقل الأكسيجين والغذاء إلى العضو المصاب والى سائر الأعضاء النشيطة في خدمة العضو المصاب، وهو الذي ينقل الرسائل الهرمونية بين أعضاء الجسم وغدده التي تكون في حالة نشاط، وهو الذي ينقل مواد التجلط المختلفة إلى العضو المصاب لإيقاف النزيف كما أنة ينقل المواد المضادة للتجلط لمنع الإفراط في التجلط،وهو الذي ينقل الأجسام المضادة وخلايا الجهاز المناعي إلى حيث يجب مواجهة أي جسم غريب أو ميكروب ضار يغزو الجسم.
ولكي يتم ذلك بصورة أسرع يتم تنشيط عضلة القلب عصبيا وهرمونيا ليتسارع نبضه ويقوى ضخه فيتضاعف معدل الضخ القلبي cardiac output أثناء المرض أو الإصابة كما يتم انقباض أوعية الجهاز الدوري من شرايين وأوردة طرفية وشرايين وأورد طرفية لرفع الدم الهابط ولسحب الدم من الأعضاء الطرفية والخاملة نسبيا لتوجيهه إلى الأعضاء الأكثر نشاطا ولتعويض ما يفقد تعويضا سريعا إلى حين التعويض بإعادة توزيع السوائل ثم بتكوين سوائل وخلايا دموية جديدة بدلا من التي فقدت.
ونذكر هنا أن أهم مواجهات هذه التداعيات هي هرمونات الكورتيزول،والأدرينالين، والانجيوتنسين، والألدوستيرون ونشاط الجهاز العصبي التعاطفي(Guyton A. Textboock of Medical physiology 6th. Edition – Philadelphia, WB Saunders 1984.).
رسم يوضح شكل ومكان الجهاز العصبي في جسم الإنسان
تفاعلات الاستقلاب(مجلس وزراء الصحة العرب- منظمة الصحة العالمية – اتحاد الأطباء العرب – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – المعجم الطبي الموحد – إنجليزي – عربي – فرنسي، طبعة 1983 م) التي تحدث عند المرض أو الإصابة بالجروح Metabolic Responses
تحدث هذه التفاعلات بصورة متسارعة ونشطة وتكون مجندة في الأساس لمواجهة المرض الذي أصاب عضوا ما، وينظم ذلك التنبيهات العصبية والهرمونية التي سبق وصفها neuro-endocrinal stimuli وسنرى أنها تشمل جميع الأعضاء بل جميع خلايا الجسم السليمة تقريبا؛فإنه نظرا لاحتياج الجسم لكميات كبيرة من الطاقة في حال المرض أو الجراحة فإن تفاعلات الاستقلاب توجه لتوفير تلك الكميات اللازمة للانتفاع بها فيما يلي:
1- المحافظة على سلامة الخلايا المحيطة بمنطقة الإصابة والخلايا التي أصيبت إصابة جزئية أدت إلى انتفاخها بالماء لخلل عارض في نفاذية غشائها داخل الصوديوم والماء إليها هذه الخلايا تحتاج لطاقة كبيرة لإصلاح ذلك الخلل ولطرح الصوديوم ومعه الماء الزائد إلى خارج الخلية مع الإبقاء على البوتاسيوم داخلها وهو ما يعرف بعملية المضخة المحلية sodium pump وهي عملية نشطة تحتاج إلى كميات من الطاقة الكيميائية المخزونة في جزئيات مثل أدينوسين الفوسفات الثلاثيATPب.(2)
2- توفير الطاقة اللازمة لإتمام تفاعلات الهدم والبناء والالتئام التي تشتمل على تكوين بروتينيات جديدة وهذه لا تتم إلا بكميات كبيرة من الطاقة..
3- نشاط الجهاز المناعي لمقاومة الميكروبات التي قامت بغزو العضو المصاب أو الجسم، وهذا يقتضي اندفاع الخلايا البلعمية وازدياد نشاطها للقيام بابتلاع الميكروبات والأجسام الدقيقة phagocytosis ثم القيام بتصنيع الأجسام المضادة.
4- توفير الطاقة اللازمة للنشاط الزائد الذي يحدث في مختلف أعضاء الجسم التي تكون في حالة مواجهة للمرض مثل عضلة القلب ونشاط الكليتين وازدياد نشاط الكبد..الخ وهكذا تتضاعف أنشطة الجسم وعملياته الحيوية وهذا يتطلب إمداده بطاقة اكبر. ولتوفير هذه الطاقة يتضافر فعل الهرمونات المختلفة التي تم إفرازها ومن أهم تلك الهرمونات:
- الكورتيزول-الأدرينالين-والنورأدرينالين-الجلوكاجون-هرمون النمو.
- الكورتيزول: كما سبق التنويه على أهمية هذا الهرمون فإن لهذا الهرمون تأثيرات عظيمة على جميع المحاور، فعلى محور الجهاز الدوري يدعم فعل الأدرينالين على القلب والأوعية الدموية واستجابات الشعيرات الدموية كما يدعم ثبات الأغشية الخلوية وفعل الكليتين في تنظيم وإدرار الماء والأملاح. كما يكيف تفاعل الجهاز المناعي بما يمنع الإفراط في التفاعلات المناعية. وفي الرئتين يدعم فعل الأدرينالين الباسط للشعبيات الهوائية.
أما في مجال تفاعلات الاستقلاب (أو الأيض Metabolism) فللكورتيزول فعل هدمي بنائي مهم، ففي الأنسجة الضامة والعضلات والدهون يوجه هدم البروتينات والجلوكوز والدهون لتوفير أحماض أمينية ودهنية وجلوكوز تذهب كلها إلى الكبد وفي الكبد يكون للكورتيزول فعل بنائي يوجه خلايا الكبد لإنتاج الجلوكوز من مختلف مصادره وخاصة حمض اللبنيك lactic acid والألانين الذي يتحول في الكبد إلى جلوكوز وكذا لإنتاج الأجسام الكيتونية من الأحماض الدهنية والجليسرين، كما انه يضاد فعل الأنسولين على خلايا الجسم الخاملة ليمنع اختزانها للدهون والأحماض الأمينية والجلوكوز.
- الأدرينالين والجلوكاجون: يقومان بهدم الجليكوجين المخزون في الكبد إلى جلوكوز والجليكوجين المخزون في العضل إلى حمض لبنيك glycogenolysis كما يسبب كل هرمون تكسير الدهون إلى أحماض دهنية وجليسرين lipolysis.
وهكذا تتضافر الهرمونات السابق ذكرها لإحداث عملية هدم واسعة تشمل مخزون الكربوهيدرات والدهون والبروتينيات لتوفير كميات كبيرة من الجلوكوز، والأحماض الدهنية،والجليسرين والأحماض الأمينية.أما الجلوكوز فانه يهدم بعملية (الجليكوليزيس) ثم في دائرة الأكسدة الفوسفورية (دائرة كر يبس) ومنها إلى الأكسدة البيولوجية لإنتاج جزيئات الطاقة العالية كيميائيا ومعظمها الأدنيوسين الثلاثي الفوسفات ATP.
أما الأحماض الدهنية والأمينية فإنها أيضا تكسر إلى أن تدخل في دائرة كر يبس لإنتاج جزئيات الأدينوسين الثلاثي فوسفات أو يتم تحويلها في الكبد إلى الجلوكوز عملية (الجلوكزنيوجنيزيس gluconeogenesis) الذي يصب في الدم إلى حيث ينتفع به في توفير الطاقة الكيماوية كما سبق توضيحه.وأيضا يتم الانتفاع بالأحماض الأمينية في بناء بروتينيات جديدة للجهاز المناعي من أجسام مضادة وخلايا دفاعية ولتصنيع جزئيات النسيج الضام اللازم لعملية الالتئام.
-هرمون النمو (GH)ب Growth hormon:
تفرزه الغدة النخامية من الفص الأمامي بتأثير هرمون: منشط هرمون النمو الذي تفرزه تحت المهاد استجابة للتوتر والمرض ولهذا الهرمون مفعول مهم في تنشيط العديد من"عوامل النمو" Growthfactors وأهمها مادة " السوماتومدين" Somatomedin في الكبد وأنسجة العضو المصاب، تلك العوامل البناءة تنشط تكون الأنسجة الضامة ونموها كما أنها تنشط إفراز هرمون "الاريثروبويتن" Erythropoitin Hormon الذي ينشط نخاع العظام لإنتاج كريات دم حمراء جديدة.
وهكذا يؤدي هرمون النمو دورا مهما لتشجيع البناء والالتئام واستعادة ما فقده العضو المصاب أولا ثم ما فقده سائر الجسد بعد ذلك.
وبذلك يتضح لنا تداعي الجسم البشري لمواجهة المرض أو الجرح الحادث لعضو من أعضائه، ولقد استخدمنا كلمة تداعي وتداعيات لأننا لم نجد لفظا في اللغة العربية اكثر تعبيرا لما يحدث في الجسم من ذلك اللفظ ولو أردنا الاستعاضة عنه لاحتجنا إلى أفعال عديدة لوصف ما يحدث.