لاحظ عزيزي القارئ كيف أننا أمام عددين متعاكسين (باتجاه السهمين)، لأن خاتمة كل آية تعاكس الأخرى، (المغفرة تعاكس الظلم)، طبعاً الأعداد تقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين.
وهنا لاحظ كيف حافظ هذا التعاكس بالأسهم على نفسه، حيث نقرأ الأعداد باتجاهين متعاكسين أيضاً. ولا تنس كيف كُتبت كلمة (نعمة) و (نعمت) على شكلين لتناسب هذا النظام الرياضي المعجز!
والآن سوف أنتقل بكم إلى لوحة رائعة بالفعل تتجلى في حروف أول آية في القرآن، هذه الآية التي كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يبدأ كل شأنه بها، وهي (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقد شاء الله أن تتألف هذه الآية من عشرة أحرف دون المكرر وهي (ب س م ا ل هـ ر ح ن ي)، هذه هي أبجدية البسملة.
وقد يقول قائل لماذا لجأتَ إلى هذه الآية دون سواها، وأقول لأن لها أسراراً عظيمة، ولأنها كلام الله تعالى المعجز للبشر. ولأن الله بدأ كتابه بها فهي أول آية في القرآن، والفكرة هي أن نحصي من كلمات الآيتين حروف البسملة العشرة فقط دون سواها، أي أننا نعد من كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة، والكلمة التي لا تحوي أي حرف من البسملة تأخذ الرقم صفر كالعادة.
ولكن قبل أن نكتب الآية نلاحظ أنها تتألف من مقطعين، لنكتب كل مقطع وما تحويه كل كلمة من البسملة:
وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
0 2 1 2 4 2 3
إن العدد الذي يمثل توزح حروف البسملة في هذا المقطع من مضاعفات الرقم سبعة:
3242120 = 7 × 463160
لننتقل إلى المقطع الثاني ونتبع الطريق ذاتها:
إِنَّ الْإِنْسَنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
2 6 3 2
ولكن معكوس العدد هنا أي 2632 من مضاعفات الرقم سبعة:
2632 = 7 × 376
أي لدينا عددان متعاكسان في هذه الآية، قد يقول قائل ما هذا التعقيد ولماذا هذه الاتجاهات، ولماذا هذا التصنع! وأقول يا أخي لا تتعجل، لأنتقل معك إلى الآية الثانية لترى هذه العجيبة من عجائب القرآن، لنكتب الآية ونكرر الخطوات ذاتها، أي نحصي حروف البسملة في كل كلمة من كلمات الآية طبعاً لكل مقطع كما فعلنا مع الآية الأولى:
وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
0 2 1 3 4 2 3
إن معكوس هذا العدد أي العدد 0213423 هو من مضاعفات الرقم سبعة، أي:
0213423 = 7 × 30489
الآن نكتب المقطع الثاني وتحت كل كلمة حروف البسملة في هذه الكلمة:
إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
2 4 2 4
وهنا نجد أن العدد 4242 الذي يمثل توزع حروف البسملة من مضاعفات الرقم سبعة، أي:
4242 = 7 × 606
والشكل الآتي يوضح هذه الاتجاهات المتعاكسة في قراءة الأعداد:
وهنا تتجلى عظمة هذا النظام، انظروا معي كيف أن الآية الأولى تمثل رحمة الله ونعمته ومغفرته فجاءت الأسهم متقاربة، بينما الآية الثانية تعبر عن نعمة الله على الإنسان ولكن الإنسان يظلم نفسه ويبتعد عن رحمة الله، وبالتالي الأسهم متنافرة، سبحان الله! هل هناك أبلغ من هذه اللغة للتعبير عن عظمة الإعجاز العددي في القرآن؟
والآن قد يقول أخ مؤمن: ما فائدة هذه الأعداد ونحن مؤمنون مسبقاً بأن القرآن كلام الله تعالى؟ ولماذا هذا التعقيد وهذه الحسابات، ألا يكفي أن نتدبر القرآن من الناحية اللغوية والبلاغية؟
وأقول يا أحبتي! لو أن أحدنا زيَّن بيته بنبات جميل أو تحفة فنية أو لوحة مزخرفة، هل ستزيد من قيمة البيت أم ستضر بهذا البيت؟ كذلك القرآن زيَّنه الله بهذه المعجزات وهذه التناسقات التي يعجز البشر عن الإتيان بمثلها، ليكون كتاباً كاملاً في كل شيء، في لغته وبيانه وتعبيره، وفي معلوماته وتشريعه وأحكامه، وفي قصصه وأخباره وحقائقه العلمية، وكذلك في أعداد كلماته وحروفه وترتيب هذه الكلمات والحروف.
إن هذا النظام وهذه الأعداد لتدل على أن كل حرف نزل بعلم الله وليس للبشر حرف واحد في القرآن لافي لفظه ولا في رسمه، بل كل من عند الله، ونحن كمؤمنين ندعي حب القرآن، ألسنا بحاجة لأن نقوّي هذه العقيدة وهذا الحب وهذه الثقة بالقرآن؟
لذلك يا إخوتي لا ينبغي لمؤمن أن يسأل عن فائدة هذا النظام العددي، لأن الله تعالى لا يضع شيئاً عبثاً في كتابه، بل كل شيء فيه حكمة وفائدة عظيمة، نسأل الله تعالى أن يزيدنا بهذه العجائب حباً لهذا القرآن وتعلقاً به، لأن الإنسان كلما أدرك عظمة الشيء ازداد تعلقاً به، وهذا هو هدفنا من هذه الأبحاث إن شاء الله.
ــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
المراجع
- القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم (مصحف المدينة المنورة).
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم – محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.
وهنا لاحظ كيف حافظ هذا التعاكس بالأسهم على نفسه، حيث نقرأ الأعداد باتجاهين متعاكسين أيضاً. ولا تنس كيف كُتبت كلمة (نعمة) و (نعمت) على شكلين لتناسب هذا النظام الرياضي المعجز!
والآن سوف أنتقل بكم إلى لوحة رائعة بالفعل تتجلى في حروف أول آية في القرآن، هذه الآية التي كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يبدأ كل شأنه بها، وهي (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقد شاء الله أن تتألف هذه الآية من عشرة أحرف دون المكرر وهي (ب س م ا ل هـ ر ح ن ي)، هذه هي أبجدية البسملة.
وقد يقول قائل لماذا لجأتَ إلى هذه الآية دون سواها، وأقول لأن لها أسراراً عظيمة، ولأنها كلام الله تعالى المعجز للبشر. ولأن الله بدأ كتابه بها فهي أول آية في القرآن، والفكرة هي أن نحصي من كلمات الآيتين حروف البسملة العشرة فقط دون سواها، أي أننا نعد من كل كلمة ما تحويه من حروف البسملة، والكلمة التي لا تحوي أي حرف من البسملة تأخذ الرقم صفر كالعادة.
ولكن قبل أن نكتب الآية نلاحظ أنها تتألف من مقطعين، لنكتب كل مقطع وما تحويه كل كلمة من البسملة:
وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
0 2 1 2 4 2 3
إن العدد الذي يمثل توزح حروف البسملة في هذا المقطع من مضاعفات الرقم سبعة:
3242120 = 7 × 463160
لننتقل إلى المقطع الثاني ونتبع الطريق ذاتها:
إِنَّ الْإِنْسَنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
2 6 3 2
ولكن معكوس العدد هنا أي 2632 من مضاعفات الرقم سبعة:
2632 = 7 × 376
أي لدينا عددان متعاكسان في هذه الآية، قد يقول قائل ما هذا التعقيد ولماذا هذه الاتجاهات، ولماذا هذا التصنع! وأقول يا أخي لا تتعجل، لأنتقل معك إلى الآية الثانية لترى هذه العجيبة من عجائب القرآن، لنكتب الآية ونكرر الخطوات ذاتها، أي نحصي حروف البسملة في كل كلمة من كلمات الآية طبعاً لكل مقطع كما فعلنا مع الآية الأولى:
وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا
0 2 1 3 4 2 3
إن معكوس هذا العدد أي العدد 0213423 هو من مضاعفات الرقم سبعة، أي:
0213423 = 7 × 30489
الآن نكتب المقطع الثاني وتحت كل كلمة حروف البسملة في هذه الكلمة:
إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
2 4 2 4
وهنا نجد أن العدد 4242 الذي يمثل توزع حروف البسملة من مضاعفات الرقم سبعة، أي:
4242 = 7 × 606
والشكل الآتي يوضح هذه الاتجاهات المتعاكسة في قراءة الأعداد:
وهنا تتجلى عظمة هذا النظام، انظروا معي كيف أن الآية الأولى تمثل رحمة الله ونعمته ومغفرته فجاءت الأسهم متقاربة، بينما الآية الثانية تعبر عن نعمة الله على الإنسان ولكن الإنسان يظلم نفسه ويبتعد عن رحمة الله، وبالتالي الأسهم متنافرة، سبحان الله! هل هناك أبلغ من هذه اللغة للتعبير عن عظمة الإعجاز العددي في القرآن؟
والآن قد يقول أخ مؤمن: ما فائدة هذه الأعداد ونحن مؤمنون مسبقاً بأن القرآن كلام الله تعالى؟ ولماذا هذا التعقيد وهذه الحسابات، ألا يكفي أن نتدبر القرآن من الناحية اللغوية والبلاغية؟
وأقول يا أحبتي! لو أن أحدنا زيَّن بيته بنبات جميل أو تحفة فنية أو لوحة مزخرفة، هل ستزيد من قيمة البيت أم ستضر بهذا البيت؟ كذلك القرآن زيَّنه الله بهذه المعجزات وهذه التناسقات التي يعجز البشر عن الإتيان بمثلها، ليكون كتاباً كاملاً في كل شيء، في لغته وبيانه وتعبيره، وفي معلوماته وتشريعه وأحكامه، وفي قصصه وأخباره وحقائقه العلمية، وكذلك في أعداد كلماته وحروفه وترتيب هذه الكلمات والحروف.
إن هذا النظام وهذه الأعداد لتدل على أن كل حرف نزل بعلم الله وليس للبشر حرف واحد في القرآن لافي لفظه ولا في رسمه، بل كل من عند الله، ونحن كمؤمنين ندعي حب القرآن، ألسنا بحاجة لأن نقوّي هذه العقيدة وهذا الحب وهذه الثقة بالقرآن؟
لذلك يا إخوتي لا ينبغي لمؤمن أن يسأل عن فائدة هذا النظام العددي، لأن الله تعالى لا يضع شيئاً عبثاً في كتابه، بل كل شيء فيه حكمة وفائدة عظيمة، نسأل الله تعالى أن يزيدنا بهذه العجائب حباً لهذا القرآن وتعلقاً به، لأن الإنسان كلما أدرك عظمة الشيء ازداد تعلقاً به، وهذا هو هدفنا من هذه الأبحاث إن شاء الله.
ــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
المراجع
- القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم (مصحف المدينة المنورة).
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم – محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.