يتساءل بعض القراء: ما هي الطريقة المعتمدة لديكم لعد الآيات والحروف مع العلم أن هنالك مصاحف أخرى تختلف فيها أرقام الآيات، أو بعض أعداد الحروف؟
لقد اعتمدنا منهجاً ثابتاً في عد الحروف وهو عدّ الحروف كما تُكتب وليس كما تُلفظ، أي كل حرف مكتوب في القرآن نعده حرفاً سواء لُفظ أم لم يُلفظ، وهذا ما أسميته بالطريقة المادية لعدّ الحروف، أي أننا نقدم لغير المسلمين حقائق مادية يستطيعون من خلالها عد الحروف بأنفسهم دون أن يفقهوا اللغة العربية. وهذا أبلغ في الإقناع.
مع العلم أن المعجزة تشمل اللفظ أيضاً، ولكن هذا يحتاج إلى بحث آخر. أما عد الكلمات وتكرارها في القرآن فنعتمد دائماً على عدّ الكلمة دون مشتقاتها، أي نأخذ الكلمة كما هي وندرس تكرارها في القرآن وهذا أبلغ في الإقناع لأن الملحد لا يمكن له أن يغوص في اللغة ومشتقات الكلمات، أما عندما نقول له بأن كلمة ما مثل كلمة (الله) تكررت 2699 مرة فهو لن يستطيع أن ينكر هذا الرقم لأنا ببساطة نستطيع أن نريه هذا التكرار في القرآن.
ولذلك لا نعدّ تكرار الكلمة حسب المعنى اللغوي لأن المعنى قد يختلف من شخص لآخر، أما الكلمة ذاتها فهي محل اتفاق من قبل المؤمن وغير المؤمن، لأن القرآن بين يدينا ونستطيع إحصاء تكرار أي كلمة بسهولة.
أما موضوع قراءات القرآن ووجود أكثر من مصحف فهذا لا يعني أبداً أن المعجزة تقتصر على رواية حفص عن عاصم التي ندرسها، ولكن يمكننا أن نؤكد أنه في كل قراءة معجزة رقمية كبرى. ولو تعددت الأرقام فليس هنالك مشكلة لأن التناسقات العددية السباعية موجودة في رواية ورش ورواية نافع وغيرها من الروايات المتواترة.
وهناك سؤال طرحه على أحد المختصين باللغة فقال: أنا مؤمن بكل ما جاء في القرآن وأنه كتاب الله تعالى وإعجاز القرآن إنما يكون بلغته وبلاغته، فلماذا أضيع وقتي في أرقام ومعادلات لا فائدة منها ولن تزيد من إيماني؟
أقول لو كان هذا الاعتقاد صحيحاً إذن لادعى كل من لا يتقن البلاغة أنه مؤمن وليس بحاجة لتدبر بلاغة القرآن، والسؤال: ماذا نتدبر إذن؟ إن القرآن نزل لجميع البشر كل يجد فيه حاجته ويجد فيه ملاذه ويجد فيه متعته واختصاصه. فعالم الفلك يجد في القرآن معجزة كونية، وعالم اللغة يجد معجزة بيانية، وعالم الرياضيات يجد معجزة رقمية، والطبيب يجد معجزة طبية... وهكذا، كل حسب اختصاصه. ومن هنا تنبع عظمة القرآن.
أما ماذا يستفيد المؤمن من هذه الدراسة فيمكن أن نقول إن المؤمن مطالب بتدبر القرآن وخدمته والعمل بما فيه، والله يأمرنا أن ندعو إليه، ولذلك يجب أن يستفيد المؤمن من أي معجزة ويسخرها لإقناع غير المسلمين، وقد قال لي مرة أحد العلماء إن هذا الإعجاز أي الرقمي إذا أتقنا استعماله فهو سلاح قوي جداً لإقامة الحجة وإقناع المشككين.
في عصر الهجوم على الإسلام الذي نعيشه اليوم، من الخطأ أن نواجه هذا الهجوم بالعنف أو الإساءة إلى منتقدي الإسلام، والطريقة المثالية هي الإقناع والحوار، وهذه الطريقة ستكون أشد تأثيراً من أي طريقة أخرى. والإعجاز الرقمي هو وسيلة من الوسائل الكثيرة التي يجب علينا تعلمها.
ولكن هنالك مؤمنون لا يتقنون لغة الأرقام نقول لهم ليس هنالك مشكلة إذا لم تقرأ الإعجاز العددي، وليت مطالباً بالتعمق فيه، ولكن من الخطأ أن تقف ضد هذا الإعجاز وتضيع شيئاً قد يكون فيه الخير الكثير.
أما عن زيادة الإيمان فهذا أمر يختلف من مؤمن لآخر، فقد تجد مؤمناً يُتلى عليه القرآن كل يوم ولا يزداد إيماناً إلا بنسبة قليلة جداً، وقد تجد آخر بمجرد سماع بعض الآيات تجده يخشع ويخاف ويزداد إيماناً. كذلك تجد بعض القراء ينبهر بالحقائق الرقمية وتدمع عيناه أمام ما يراه من تناسقات بديعة لا يمكن أن تكون من تأليف بشر، فيستشعرون عظة القرآن وعظمة منزل القرآن. وبالمقابل تجد عالماً كبيراً في الفقه يقرأ الكثير من الحقائق الرقمية، وقد لا يتحرك فيه شيء ولا تؤثر فيه هذه الحقائق بسبب بعده عن لغة الرياضيات.
وأخيراً أقول عن نفسي إنني لم أكن مقتنعاً بالإعجاز العددي قبل عشرين عاماً، ولكنني توجهت إلى هذه الدراسة واقتنعتُ جيداً بها، بعدما رأيت من حقائق لا يمكن أنم أمر عليها مرور الكرام، وأنا أحبُّ القرآن ولذلك تجدني أحب أي شيء له علاقة بالقرآن، في التفسير وفي الإعجاز وفي القراءات وفي البلاغة وفي أعداد الآيات والسور، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن المحب لكتاب الله، فمن أحب شيئاً تعلق به وسوف يلفت انتباهه أي شيء له علاقة بما يحب.
وأقول كلمة أخيرة أخاطب بها كل من ينكر الإعجاز العددي:
إن الله تعالى هو من أنزل القرآن وزيَّنه بالعجائب والأسرار والمعجزات، فلو أن أحدنا عمّر بيتاً جميلاً وزينه وجمَّله بالورود مثلاً، ثم جاء من يقول له إن بيتك لا يحوي شيئاً من هذه الورود، ألا يحزن هذا الإنسان أو ينزعج؟ فكيف برب العالمين وهو القادر على كل شيء، وفي كتابه تبيان وتفصيل لكل شيء، كيف يمكن أن نقول إن كتاب الله لا يحوي تناسقاً رقمياً لأعداد كلماته وحروفه، أليس هذا استخفافاً بكتاب الله؟ وهل أطلعنا الله على كل العلوم الموجودة في كتابه حتى نقول إن الإعجاز هو بلاغة أو تشريع أو غير ذلك مما ندركه وننكر لغة الأرقام!
أخي الحبيب إن المشكلة ليست في الإعجاز الرقمي إنما هي بمن يقرأ هذا الإعجاز، فإذا كنتَ ممن لم يستوعبوا هذه المعجزة فعليك أن تقرأ المزيد والمزيد، وتتذكر أنك تتعامل مع كتاب الله القائل: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44]. أي سوف يُسأل كل واحد منا عن هذا القرآن ماذا صنع به، وماذا قدم لخدمته، وكيف فهمه وتدبَّره وأتقن حفظه وتلاوته وأحكامه ومعجزاته وعلومه....
موسوعة الإعجاز الرقمي
في القرآن الكريم
يعدّ الإعجاز الرقمي أسلوباً جديداً للدعوة إلى الله تعالى بلغة يفهمها جميع البشر على اختلاف لغاتهم، والمؤمن هو من سيقوم بإيصال هذه المعجزة لغير المؤمن، ولذلك نقدم فيما يلي أضخم موسوعة في الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم، تتألف من 614 صفحة ويمكن تحميلها بسهولة ....
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
المراجع
- القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم (مصحف المدينة المنورة).
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم – محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.
- إشراقات الرقم سبعة، عبد الدائم الكحيل، إصدار جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، دبي 2006.
لقد اعتمدنا منهجاً ثابتاً في عد الحروف وهو عدّ الحروف كما تُكتب وليس كما تُلفظ، أي كل حرف مكتوب في القرآن نعده حرفاً سواء لُفظ أم لم يُلفظ، وهذا ما أسميته بالطريقة المادية لعدّ الحروف، أي أننا نقدم لغير المسلمين حقائق مادية يستطيعون من خلالها عد الحروف بأنفسهم دون أن يفقهوا اللغة العربية. وهذا أبلغ في الإقناع.
مع العلم أن المعجزة تشمل اللفظ أيضاً، ولكن هذا يحتاج إلى بحث آخر. أما عد الكلمات وتكرارها في القرآن فنعتمد دائماً على عدّ الكلمة دون مشتقاتها، أي نأخذ الكلمة كما هي وندرس تكرارها في القرآن وهذا أبلغ في الإقناع لأن الملحد لا يمكن له أن يغوص في اللغة ومشتقات الكلمات، أما عندما نقول له بأن كلمة ما مثل كلمة (الله) تكررت 2699 مرة فهو لن يستطيع أن ينكر هذا الرقم لأنا ببساطة نستطيع أن نريه هذا التكرار في القرآن.
ولذلك لا نعدّ تكرار الكلمة حسب المعنى اللغوي لأن المعنى قد يختلف من شخص لآخر، أما الكلمة ذاتها فهي محل اتفاق من قبل المؤمن وغير المؤمن، لأن القرآن بين يدينا ونستطيع إحصاء تكرار أي كلمة بسهولة.
أما موضوع قراءات القرآن ووجود أكثر من مصحف فهذا لا يعني أبداً أن المعجزة تقتصر على رواية حفص عن عاصم التي ندرسها، ولكن يمكننا أن نؤكد أنه في كل قراءة معجزة رقمية كبرى. ولو تعددت الأرقام فليس هنالك مشكلة لأن التناسقات العددية السباعية موجودة في رواية ورش ورواية نافع وغيرها من الروايات المتواترة.
وهناك سؤال طرحه على أحد المختصين باللغة فقال: أنا مؤمن بكل ما جاء في القرآن وأنه كتاب الله تعالى وإعجاز القرآن إنما يكون بلغته وبلاغته، فلماذا أضيع وقتي في أرقام ومعادلات لا فائدة منها ولن تزيد من إيماني؟
أقول لو كان هذا الاعتقاد صحيحاً إذن لادعى كل من لا يتقن البلاغة أنه مؤمن وليس بحاجة لتدبر بلاغة القرآن، والسؤال: ماذا نتدبر إذن؟ إن القرآن نزل لجميع البشر كل يجد فيه حاجته ويجد فيه ملاذه ويجد فيه متعته واختصاصه. فعالم الفلك يجد في القرآن معجزة كونية، وعالم اللغة يجد معجزة بيانية، وعالم الرياضيات يجد معجزة رقمية، والطبيب يجد معجزة طبية... وهكذا، كل حسب اختصاصه. ومن هنا تنبع عظمة القرآن.
أما ماذا يستفيد المؤمن من هذه الدراسة فيمكن أن نقول إن المؤمن مطالب بتدبر القرآن وخدمته والعمل بما فيه، والله يأمرنا أن ندعو إليه، ولذلك يجب أن يستفيد المؤمن من أي معجزة ويسخرها لإقناع غير المسلمين، وقد قال لي مرة أحد العلماء إن هذا الإعجاز أي الرقمي إذا أتقنا استعماله فهو سلاح قوي جداً لإقامة الحجة وإقناع المشككين.
في عصر الهجوم على الإسلام الذي نعيشه اليوم، من الخطأ أن نواجه هذا الهجوم بالعنف أو الإساءة إلى منتقدي الإسلام، والطريقة المثالية هي الإقناع والحوار، وهذه الطريقة ستكون أشد تأثيراً من أي طريقة أخرى. والإعجاز الرقمي هو وسيلة من الوسائل الكثيرة التي يجب علينا تعلمها.
ولكن هنالك مؤمنون لا يتقنون لغة الأرقام نقول لهم ليس هنالك مشكلة إذا لم تقرأ الإعجاز العددي، وليت مطالباً بالتعمق فيه، ولكن من الخطأ أن تقف ضد هذا الإعجاز وتضيع شيئاً قد يكون فيه الخير الكثير.
أما عن زيادة الإيمان فهذا أمر يختلف من مؤمن لآخر، فقد تجد مؤمناً يُتلى عليه القرآن كل يوم ولا يزداد إيماناً إلا بنسبة قليلة جداً، وقد تجد آخر بمجرد سماع بعض الآيات تجده يخشع ويخاف ويزداد إيماناً. كذلك تجد بعض القراء ينبهر بالحقائق الرقمية وتدمع عيناه أمام ما يراه من تناسقات بديعة لا يمكن أن تكون من تأليف بشر، فيستشعرون عظة القرآن وعظمة منزل القرآن. وبالمقابل تجد عالماً كبيراً في الفقه يقرأ الكثير من الحقائق الرقمية، وقد لا يتحرك فيه شيء ولا تؤثر فيه هذه الحقائق بسبب بعده عن لغة الرياضيات.
وأخيراً أقول عن نفسي إنني لم أكن مقتنعاً بالإعجاز العددي قبل عشرين عاماً، ولكنني توجهت إلى هذه الدراسة واقتنعتُ جيداً بها، بعدما رأيت من حقائق لا يمكن أنم أمر عليها مرور الكرام، وأنا أحبُّ القرآن ولذلك تجدني أحب أي شيء له علاقة بالقرآن، في التفسير وفي الإعجاز وفي القراءات وفي البلاغة وفي أعداد الآيات والسور، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن المحب لكتاب الله، فمن أحب شيئاً تعلق به وسوف يلفت انتباهه أي شيء له علاقة بما يحب.
وأقول كلمة أخيرة أخاطب بها كل من ينكر الإعجاز العددي:
إن الله تعالى هو من أنزل القرآن وزيَّنه بالعجائب والأسرار والمعجزات، فلو أن أحدنا عمّر بيتاً جميلاً وزينه وجمَّله بالورود مثلاً، ثم جاء من يقول له إن بيتك لا يحوي شيئاً من هذه الورود، ألا يحزن هذا الإنسان أو ينزعج؟ فكيف برب العالمين وهو القادر على كل شيء، وفي كتابه تبيان وتفصيل لكل شيء، كيف يمكن أن نقول إن كتاب الله لا يحوي تناسقاً رقمياً لأعداد كلماته وحروفه، أليس هذا استخفافاً بكتاب الله؟ وهل أطلعنا الله على كل العلوم الموجودة في كتابه حتى نقول إن الإعجاز هو بلاغة أو تشريع أو غير ذلك مما ندركه وننكر لغة الأرقام!
أخي الحبيب إن المشكلة ليست في الإعجاز الرقمي إنما هي بمن يقرأ هذا الإعجاز، فإذا كنتَ ممن لم يستوعبوا هذه المعجزة فعليك أن تقرأ المزيد والمزيد، وتتذكر أنك تتعامل مع كتاب الله القائل: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44]. أي سوف يُسأل كل واحد منا عن هذا القرآن ماذا صنع به، وماذا قدم لخدمته، وكيف فهمه وتدبَّره وأتقن حفظه وتلاوته وأحكامه ومعجزاته وعلومه....
موسوعة الإعجاز الرقمي
في القرآن الكريم
يعدّ الإعجاز الرقمي أسلوباً جديداً للدعوة إلى الله تعالى بلغة يفهمها جميع البشر على اختلاف لغاتهم، والمؤمن هو من سيقوم بإيصال هذه المعجزة لغير المؤمن، ولذلك نقدم فيما يلي أضخم موسوعة في الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم، تتألف من 614 صفحة ويمكن تحميلها بسهولة ....
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
المراجع
- القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم (مصحف المدينة المنورة).
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم – محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.
- إشراقات الرقم سبعة، عبد الدائم الكحيل، إصدار جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، دبي 2006.