المطلب الثاني: مفهوم الدين عند الباحثين المسلمين:
قبل البدء في تعريف الدين عند الباحثين المسلمين لا بد أن نعرف أن الذين تطرقوا لتعريف الدين سواً مسلمين أو غير مسلمين انقسموا إلى قسمين:
1 ـ القسم الأول : حاولوا أن يعرفوا الدين بالمعنى الاصطلاحي العام ليشمل جميع الأديان , سواء الإسلام , أو السماوية المحرفة مثل: النصرانية واليهودية , أو من لهم شبهة كتاب مثل المجوسية , أو الأديان الوضعية
مثل : البراهمية والهندوسية وغيرهما.
وأصحاب هذا القسم انقسموا إلى فريقين:
الفريق الأول: عرف الدين بشكل عام يشمل جميع الديانات التي لها إلـه تعبده وتتقرب إليه.
والفريق الثاني: عرف الدين بشكل يشمل أي فئة لها طقوس ونظم تعبدية لا يخرج عنها الفرد داخل الجماعة وإن لم يكن لها إلـه محدد.
2 ـ القسم الثاني: حاول تعريف الدين بشكل اصطلاحي يشمل زاوية
معينة , فمنهم من عرف الدين بشكل لا يدخل فيه إلا الإسلام و النصرانية واليهودية , ومنهم من قصر في تعريف الدين على الديانات الوضعية ومنهم من فسر الدين بالاعتقاد دون العمل إلى غير ذلك , مما يرجع إلى تصور صاحب التعريف، فكلٌ عرف الدين بما يتصوره عن الدين , فالاختلاف في تعريف الدين راجع إلى اختلاف الاتجاهات والمشارب.
والباحثون المسلمون عندما عرفوا الدين انقسموا كغيرهم لهذين القسمين ,
لذا سأجعل الكلام عن مفهوم الدين عند الباحثين المسلمين في مسألتين:
المسألة الأولى : تعريف الدين في الاصطلاح الإسلامي:
والمسألة الثانية : تعريف الدين في الاصطلاح العام.
المسألة الأولى:تعريف الدين في الاصطلاح الإسلامي:
اختلف في تعريف الدين بالاصطلاح الإسلامي، فمنهم من فسره
بالإسلام ،ومنهم من فسره بملة ابراهيم الحنيفية، ومنهم من فسره بالعبادة على أقوال :
1)الدين معناه الإسلام .
2)قال الالوسي : الإقرار بوحدانية الله تعالى والتصديق بها.[24]
3)الدين هو التوحيد قاله الفيروز آبادي.[25]
أما التعريف الأول هو تفسير الدين بالإسلام فهذا مايدل عليه المعنى اللغوي والمعنى الشرعي.
أما اللغة فقد سبق أن أحد المعاني اللغوية للدين الاسلام , وأما القرآن فقوله تعالى (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[26]
وهذا المراد به الاسلام العام الذي هو دين الأنبياء جميعاً.
وكذلك يدل على تفسير الدين بالإسلام قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ).[27]
وقوله (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ).[28]
أما الثاني والثالث فكلاهما الإقرار بوحدانية الله تعالى فهو المتفرد بالخلق والمنفرد بالعبادة فلا يعبد مع الله أحد، وهو المتفرد بأسمائه وصفاته وأفعاله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[29] فلا بد من الاقرار بالتوحيد والإيمان بذلك والعمل بمقتضاه وهذا هو الدين , وهذا تدل له اللغة والقرآن كذلك , فقد سبق أنه أحد معاني اللغة الذل والانقياد والطاعة والعبادة والخضوع.
ومن القرآن قوله تعالى : (وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ)[30]
وقوله تعالى : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ).[31]
وقوله تعالى : ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).[32]
4) الدين هو : التسليم والاستسلام لله تعالى وحده وعبادته بما شرع
( بوحيه ) أو على لسان أنبيائه من العقائد والأحكام والآداب وكل شؤون المعاش.[33]
فهذا في الدين العام الذي هو دين جميع الأنبياء , فالأصول واحدة وأما الشرائع مختلف (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا).[34]
5) ما شرعه الله على لسان نبيه من الأحكام.[35]
وهذا تعريف البيجوري في تحفة المريد وهذا التعريف في الحقيقة تعريفا قاصرا ليس كسابقه.
فقوله ما شرعه الله على لسان نبيه من الأحكام , لا يدخل في هذا القرآن , وهذا غير مراد قطعاً , وأما قوله: من الأحكام , فعلى هذا تخرج جميع الأخبار مما أخبر الله به عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من أسمائه وصفاته وأفعاله , كذلك يخرج الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر من عذاب القبر ونعيمه و يوم القيامة وأحوالها والجنة و النار وسائر الغيبيات.
هذا إذا أريد هنا بأحكام الشريعة ككل , أما إذا أريد بالأحكام مسائل الفروع فيخرج بهذا أصول الإيمان كلها أو مسائل الاعتقاد , فلا يسمى دعاء الله دينا ولا التصديق بالشهادتين دينا ولا الإيمان بالرسل دينا.
لهذا لا يصلح هذا التعريف للدين فليس بجامع ولا مانع.
6) التصديق والاعتقاد بما جاء من عند الله تعالى واتخاذه منهجاً للحياة .[36]
7) التسليم لله والانقياد له، والدين هو ملة الإسلام عقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.[37]
قبل البدء في تعريف الدين عند الباحثين المسلمين لا بد أن نعرف أن الذين تطرقوا لتعريف الدين سواً مسلمين أو غير مسلمين انقسموا إلى قسمين:
1 ـ القسم الأول : حاولوا أن يعرفوا الدين بالمعنى الاصطلاحي العام ليشمل جميع الأديان , سواء الإسلام , أو السماوية المحرفة مثل: النصرانية واليهودية , أو من لهم شبهة كتاب مثل المجوسية , أو الأديان الوضعية
مثل : البراهمية والهندوسية وغيرهما.
وأصحاب هذا القسم انقسموا إلى فريقين:
الفريق الأول: عرف الدين بشكل عام يشمل جميع الديانات التي لها إلـه تعبده وتتقرب إليه.
والفريق الثاني: عرف الدين بشكل يشمل أي فئة لها طقوس ونظم تعبدية لا يخرج عنها الفرد داخل الجماعة وإن لم يكن لها إلـه محدد.
2 ـ القسم الثاني: حاول تعريف الدين بشكل اصطلاحي يشمل زاوية
معينة , فمنهم من عرف الدين بشكل لا يدخل فيه إلا الإسلام و النصرانية واليهودية , ومنهم من قصر في تعريف الدين على الديانات الوضعية ومنهم من فسر الدين بالاعتقاد دون العمل إلى غير ذلك , مما يرجع إلى تصور صاحب التعريف، فكلٌ عرف الدين بما يتصوره عن الدين , فالاختلاف في تعريف الدين راجع إلى اختلاف الاتجاهات والمشارب.
والباحثون المسلمون عندما عرفوا الدين انقسموا كغيرهم لهذين القسمين ,
لذا سأجعل الكلام عن مفهوم الدين عند الباحثين المسلمين في مسألتين:
المسألة الأولى : تعريف الدين في الاصطلاح الإسلامي:
والمسألة الثانية : تعريف الدين في الاصطلاح العام.
المسألة الأولى:تعريف الدين في الاصطلاح الإسلامي:
اختلف في تعريف الدين بالاصطلاح الإسلامي، فمنهم من فسره
بالإسلام ،ومنهم من فسره بملة ابراهيم الحنيفية، ومنهم من فسره بالعبادة على أقوال :
1)الدين معناه الإسلام .
2)قال الالوسي : الإقرار بوحدانية الله تعالى والتصديق بها.[24]
3)الدين هو التوحيد قاله الفيروز آبادي.[25]
أما التعريف الأول هو تفسير الدين بالإسلام فهذا مايدل عليه المعنى اللغوي والمعنى الشرعي.
أما اللغة فقد سبق أن أحد المعاني اللغوية للدين الاسلام , وأما القرآن فقوله تعالى (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[26]
وهذا المراد به الاسلام العام الذي هو دين الأنبياء جميعاً.
وكذلك يدل على تفسير الدين بالإسلام قوله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ).[27]
وقوله (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ).[28]
أما الثاني والثالث فكلاهما الإقرار بوحدانية الله تعالى فهو المتفرد بالخلق والمنفرد بالعبادة فلا يعبد مع الله أحد، وهو المتفرد بأسمائه وصفاته وأفعاله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[29] فلا بد من الاقرار بالتوحيد والإيمان بذلك والعمل بمقتضاه وهذا هو الدين , وهذا تدل له اللغة والقرآن كذلك , فقد سبق أنه أحد معاني اللغة الذل والانقياد والطاعة والعبادة والخضوع.
ومن القرآن قوله تعالى : (وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ)[30]
وقوله تعالى : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ).[31]
وقوله تعالى : ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).[32]
4) الدين هو : التسليم والاستسلام لله تعالى وحده وعبادته بما شرع
( بوحيه ) أو على لسان أنبيائه من العقائد والأحكام والآداب وكل شؤون المعاش.[33]
فهذا في الدين العام الذي هو دين جميع الأنبياء , فالأصول واحدة وأما الشرائع مختلف (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا).[34]
5) ما شرعه الله على لسان نبيه من الأحكام.[35]
وهذا تعريف البيجوري في تحفة المريد وهذا التعريف في الحقيقة تعريفا قاصرا ليس كسابقه.
فقوله ما شرعه الله على لسان نبيه من الأحكام , لا يدخل في هذا القرآن , وهذا غير مراد قطعاً , وأما قوله: من الأحكام , فعلى هذا تخرج جميع الأخبار مما أخبر الله به عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من أسمائه وصفاته وأفعاله , كذلك يخرج الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر من عذاب القبر ونعيمه و يوم القيامة وأحوالها والجنة و النار وسائر الغيبيات.
هذا إذا أريد هنا بأحكام الشريعة ككل , أما إذا أريد بالأحكام مسائل الفروع فيخرج بهذا أصول الإيمان كلها أو مسائل الاعتقاد , فلا يسمى دعاء الله دينا ولا التصديق بالشهادتين دينا ولا الإيمان بالرسل دينا.
لهذا لا يصلح هذا التعريف للدين فليس بجامع ولا مانع.
6) التصديق والاعتقاد بما جاء من عند الله تعالى واتخاذه منهجاً للحياة .[36]
7) التسليم لله والانقياد له، والدين هو ملة الإسلام عقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.[37]